أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل
خطبة الجمعة : بداية جديدة وأمل جديد ، من المدينة انطلق النور وتأسس الدستور – د/ أحمد علي سليمان
الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - الجمعة: 1 محرم 1447هـ ، الموافق 27 يونيو 2025م

خطبة الجمعة بعنوان: بداية جديدة وأمل جديد ، من المدينة انطلق النور وتأسس الدستور (الهجرة.. ودستور الحضارة الإنسانية) بقلم المفكر الإسلامي الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية – الجمعة: 1 محرم 1447هـ ، الموافق 27 يونيو 2025م
لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 27 يونيو 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان : بداية جديدة وأمل جديد ، من المدينة انطلق النور وتأسس الدستور (الهجرة.. ودستور الحضارة الإنسانية) :
لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 27 يونيو 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان: (بداية جديدة وأمل جديد ، من المدينة انطلق النور وتأسس الدستور (الهجرة.. ودستور الحضارة الإنسانية) ، بصيغة pdf أضغط هنا.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 27 يونيو 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان ، بعنوان : بداية جديدة وأمل جديد ، من المدينة انطلق النور وتأسس الدستور (الهجرة.. ودستور الحضارة الإنسانية) : كما يلي:
الحمدُ للهِ رب العالمين، جعلَ هجرة نبيه والمسلمين.فرَجًا بعد الشدة، ومخرجًا من الضيقِ إلى السَّعة؛ والصلاةُ والسلامُ على من هاجرَ في سبيلِ الله، بثباتِ المؤمن، ويقينِ الموقن، وعلَّمَنا أن الهجرةَ فداءٌ وعطاء، فكانت هجرتُه نورًا يهتدي به السالكون.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا (ﷺ) عبد الله ورسوله، وصفيه وخليله، الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، خير الخلق عندك، وأكرمهم لديك، وأحبهم إليك، سيدنا محمد (ﷺ) الذي جاءنا بالبينات والذكر الحكيم.
يقول تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (الأحزاب: 56).
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الفَاتِحِ لِمَا أُغْلِقَ، وَالخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ، نَاصِرِ الحَقِّ بِالحَقِّ، وَالهَادِي إِلَى صِرَاطِكَ المُسْتَقِيمِ، وَعَلَى آلِهِ حَقَّ قَدرِهِ وَمِقْدَارِهِ العَظِيمِ.
أيها المسلمون: أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله، فإنها وصية الله للأولين والآخرين، قال تعالى: (…وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ…) (النساء: 131)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102)، وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) (الأحزاب: 70-71).
وقال الكريم جل وعلا: (…وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (البقرة: 223). أما بعد…
أيها المسلم الكريم:
لا تخف من أي شيء روعـــــك كن مع اللهِ يكن ربى معــــــــــــــــــك
وإذا نابك كـــــــــــــربٌ فاصطبــــر وادع مولاك وجفف أدمُعــــــــــك
ما لنــــــــــــــــــــــــــــــــــا إلا إلهٌ واحــــــدٌ فاسأل الكون وقل مَن أبدعـــك
واسأل الحمل جنينا في الحشى مَن رعاك الآن مَن ذا أشبعـــــــك
واسأل البدر مضيئا في الدجى باعثـــــــــــــــــا أنـــــواره ما أروعــــــــــــك
واسأل الشطآن عن أمواجهـــا واسأل البحــر أتدري منبعــــــــــك
واسأل الصبح تجلى مسفـــــــــرًا بعد ليل حالك مــــــــــــــــن أطلعك
سل رسول الله قل يا مصطفى يا شفيع الخلق من قد شفعـــــك
إنـــــــــــــــــــــــــــــــــــه ربي إلـــــــــــــه واحد كن مع الله يكن ربى معـــــــك( )
بداية جديدة وأمل جديد
نستهل اليوم عامًا هجريًّا جديدًا، وقد أشرقت شمسه على القلوب المؤمنة بنفحات الإيمان، والأمل والتفاؤل، وبشائر البداية المتجددة… فكل عام هجري يطل علينا، يحمل رسالة ربانية لكل مؤمن: لا تيأس، ولا تقنط،… وافتح صفحة جديدة مع الله، ومع نفسك، ومع الناس…
والله يبشرنا ويطمئننا على الدوام، قال تعالى: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) (النمل: 6)، ويقول جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران: 200)، ويقول: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر: 53).
نفتتح العام الجديد، بعد سلسلة كبيرة من التحديات التي واجهت أمتنا، بقلوب متطلعة إلى نصر الله، وإلى رحمة الله، آخذة بالأسباب، متشبثة بحبال الأمل، مستبشرة بعهد جديد مع الله.
.إنها لحظة مراجعة وبداية، نتخلص فيها من أثقالنا وأدراننا، ونغسل بها أحزاننا، ونتجاوز عثراتنا، ونستجمع قوانا، ونبدأ من جديد بعزيمة راسخة، وأمل كبير لا ينطفئ، مستلهمين من هجرة سيدنا محمد (ﷺ) كيف نُحوِّل الأزمات والمحن إلى منح، والعتمات إلى نورٍ يهدي ويضيء.
فالرسول الكريم (ﷺ) خرج من ضيق مكة، وتآمر قريش، وظلمة الليل، إلى سَعة المدينة، ونور التمكين، وبناء الدولة، وإقامة حضارة الخير والسلام.
خرج وهو يثق تماما في وعد الله: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور: 55).
ويوقن بسننه في خَلقه: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) (اشرح: 5-6).
.. لقد كانت الهجرة:
• عنوانًا دائمًا للتجدد والتغيير.
• وانطلاقةً حضارية نحو مستقبلٍ أفضل يُبنى بالإيمان، والصبر، والعمل، والتخطيط، والتوكل على الله
..فعن عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما) قال:كنتُ خلْفَ النَّبيِّ (ﷺ) يومًا فقال: (يا غلامُ إني أُعلِّمُك كلماتٍ: احفَظِ اللهَ يَحفظْكَ احفَظِ اللهَ تَجدْهُ تُجاهَك ، إذا سألْتَ فاسأَلِ اللهَ، وإذا استعنْتَ فاستعِنْ باللهِ، واعلَمْ: أنَّ الأُمَّةَ لو اجتمَعَتْ على أنْ يَنْفَعوكَ بشَيءٍ، لم يَنْفَعوكَ إلَّا بشَيءٍ قد كتبَهُ اللهُ لك، وإنِ اجْتمعوا على أنْ يَضُروكَ بشَيءٍ، لم يَضُروكَ إلَّا بشَيءٍ قد كتبَهُ اللهُ عليك، رُفِعَتِ الأقلامُ، وجَفَّتِ الصُّحُفُ). وفي روايَةٍ: (احفَظِ اللهَ تَجدْهُ أمامَكَ، تَعرَّفْ إلى اللهِ في الرَّخاءِ يَعرِفْكَ في الشِّدَّةِ، واعلَمْ أنَّ ما أخْطأَكَ لم يكنْ ليُصيبَكَ، وما أصابكَ لم يكنْ لِيُخْطِئَكَ ، واعلَمْ أنَّ النصرَ مع الصبرِ، وأنَّ الفَرَجَ مع الكرْبِ، وأنَّ مع العُسرِ يُسرًا) ( ).
فيا أحباب رسول الله (ﷺ):
• هيا بنا نغتنم نفحات هذه البداية
• ونلحق بركب المتوكلين على الله العاملين بمنهجه، الآخذين بالأسباب، فنهاجر من:
o التقصير إلى التوبة
o ومن الغفلة إلى الذكر
o ومن العجز إلى الجد
o ومن الظلمة إلى النور…
متسلحين بقول الحق جل وعلا:(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت: 69).
وما أجمل أن نبدأ عامًا جديدًا بقلبٍ جديد، ونيةٍ خالصة، وعزمٍ صادق، على طريق سيدنا محمد (ﷺ)، الذي هاجر من أجل:
الاستجابة لأمر الله
ونشر دعوة الحق في كل مكان.
وبناء الإنسان.
وصناعة الحضارة.
وتحقيق التعايش…
فكانت الهجرة بداية حياة، وميلاد أمة، وعنوانًا خالدًا للأمل المتجدد في وجه الظلام…
الهجرة ليست مجرد انتقالٍ من دارٍ إلى دار، بل هي فجر جديد:
الهجرة النبوية ليست مجرد انتقالٍ من دارٍ إلى دار، أو رحلةٍ من مكانٍ إلى آخر، بل هي تحوُّلٌ محوري جذريّ، وفجرٌ جديد، أشرق بالأنوار على البشرية، ومحطةٌ عظيمةٌ تجلَّت فيها معاني التضحية والفداء، والصبر والولاء، والإخلاص لله رب العالمين.
إنها مدرسة تربوية دائمة العطاء والإمداد، نستعيد من خلالها أعظم صور الرجولة، والشهامة، والتضحيات، ونستمد منها العبر، والدروس في الإيمان، والتوكل، والتخطيط، والعمل، والتغيير، وبناء الإنسان والمجتمع، ونستعد للبذل والعطاء…
لقد كانت الهجرةُ امتحانًا عظيمًا للإخلاصِ والتضحية والتخطيط، ومشهدًا خالدًا لمعاني الوفاءِ والصبر، ومَعلَمًا فارقًا في تاريخ الرسالات، حيث تلاقت فيها الإرادة بالإدارة، ومضى فيها النبي (ﷺ) يُرسِّخ مبادئ النور وسط عتمات الجاهلية، ويغرسُ بذورَ الخير في أرضٍ تهيأت لتكون مهدًا لحضارةِ الإسلام الخالدة، ومنارة للنور الذي سيعم الآفاق…
الهجرة النبوية: وفن صناعة المستقبل
الشباب والمرأة.. أدوار محورية في الهجرة:
التخطيط الاستراتيجى للهجرة.. سبق حضاري في مجال الدراسات العسكرية المتطورة:
علمتنا الهجرة التفكير خارج الصندوق وأن الأزمات تدار بالقدرات والكفاءات لا بالمعجزات
التخطيط الاستراتيجى للهجرة النبوية سبق حضاري في مجال الدراسات العسكرية المتطورة
المردود القيمي الذي تركته الهجرة:
الهجرة.. وحضارة التعايش:
لماذا نجحت الهجرة؟
أيها الأخوة المؤمنون: أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن سيدنا محمدًا (ﷺ) رسولُ الله.. عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله.. يقول الحق (تبارك وتَعَالَى): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102).
بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا يَسُوقُ الْخَيْرَ إِلَّا اللَّهُ. بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا يَصْرِفُ السُّوءَ إِلَّا اللَّهُ. بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، مَا كَانَ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ. بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ. أما بعد
ما الذي نتعلمه من الهجرة؟
تحويل دروس الهجرة إلى سلوكيات حياتية:
في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات
المخدرات.. خطر داهم يهدد الإنسان والدين والوطن
تم اعتماد اليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي يُوافق 26 من يونيو من كل عام، من قِبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، بموجب القرار رقم (42/112) الصادر بتاريخ 7 ديسمبر 1987م، وذلك من أجل:
o تعزيز التعاون الدولي في التصدي لآفة المخدرات بشتى صورها وأنواعها.
o والتوعية بمخاطرها الجسيمة على الفرد والمجتمع والعالم.
o والدعوة إلى تكاتف الجهود بين الحكومات والمجتمعات والمنظمات والأسر لاتخاذ إجراءات فعالة في مجالات الوقاية، والمواجهة، والعلاج، والدعم.
وفي هذا اليوم يقف العالم أمام واحدة من أعظم الكوارث الأخلاقية والاجتماعية والصحية والاقتصادية، وهي كارثة المخدرات، التي:
تهدم العقول،
وتدمر الأسر،
وتقتل الطاقات،
وتزرع الشر والخراب في جسد الأمم والشعوب.
الإسلام يعلن الحرب على كل ما يُذهب العقل:
إن الإسلام العظيم، بقيمه الخالدة وتعاليمه الربانية، كان أول مَن أعلن الحرب على:
o كل ما يُذهب العقل
o ويهدم الفطرة
o ويؤذي النفس والغير.
لقد حرَّم الإسلامُ كل ما يُذهب العقل ويُعطله، ويُفسد الإنسان في جسده وروحه وسلوكه؛ لأن العقل هو مناط التكليف، وأعظم نِعم الله (تعالى) على الإنسان بعد نِعمة الإسلام؛ فبه يَفهم، ويعبد، ويُميز، ويقضي، ويصلح…إلخ؛ لذلك قرر العلماءُ أن المخدرات بمختلف أنواعها داخلة في حكم الخمر في التحريم؛ لأنها تُغَيّب العقل، وتُفسد الإدراك، وتؤدي إلى التصرفات المنحرفة والأفعال المحرمة، بل ربما أوصلت الإنسان إلى الكفر أو القتل أو الزنا أو إزهاق نفسه بيده… والعياذ بالله.
يقول الحق تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (المائدة: 90)، ويقول النبي (ﷺ): (كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وكُلُّ خَمْرٍ حَرامٌ) ( )، وقال (ﷺ): (ما أسكرَ كثيرُه فقليلُه حرامٌ) ( ).
فدلّت هذه النصوص الصريحة على أن عِلّة التحريم هي: الإسكار وتغييب العقل، لا مجرد الاسم أو الشكل، وأن أي مادة تُذهِب العقل وتفسد الشعور فهي داخلة في دائرة الخمر حكمًا، وإن اختلفت صورةً واسـمًا. والمخدرات اليوم، بما تحمله من سموم قاتلة، وآثار مدمرة على العقل والصحة والدين، هي من أعظم صور المسكرات المعاصرة، فتكون محرّمة شرعًا تحريمًا قطعيًّا لا جدال فيه.
الإسلام يواجه المخدرات بتحريم شامل وتدابير وقائية صارمة:
والإسلام لم يكتفِ بتحريم المخدرات تحريمًا مجردًا، بل سدَّ كل الذرائع المؤدية إليها، وكل الطرق المفضية للوقوع في شباكها، فحرَّم الترويج لها، وبيعها، وشرائها، وزراعتها، وتسهيل تعاطيها، وتعاطيها، وكل مشاركة أو تساهل فيها بأي صورة من الصور، وجعل ذلك من أعظم الجرائم التي تهدد كيان الأمة، وتستوجب أشد العقوبات في الدنيا والآخرة.
وعن أنس بن مالك (رضي الله عنه) قال: “لعَن رسولُ اللهِ (ﷺ) في الخَمْرِة عشَرةً: عاصِرَها، ومُعتصِرَها، وشارِبَها، وحامِلَها، والمحمولةَ إليه، وســـاقِيَها، وبائِعَها، وآكِلَ ثَمَنِها، والمُشتَـرِيَ لها، والمُشتراةَ له” ( ).
بل حثّ الإسلام على الابتعاد عن كل بيئة فاسدة تُعين على الإدمان والانحراف، وأمر بصحبة الصالحين، والالتحاق بالمساجد، والمجالس الراقية، والتعلق بالقرآن، والوقاية من كل ما يُوقع الإنسان في المهالك، يقول تعالى: الله تعالى: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) (البقرة: 195). والقاعدة الفقهية تقرر” [لا ضرر ولا ضرار].
فالمخدرات: تهلك الأبدان، وتُفسد الأديان، وتُهدر الأموال، وتُفتت الأسر، وتقود إلى الجريمة، وتزرع الخراب في جسد المجتمع، فتنتج العاطلين، والمجرمين، والمرضى النفسيين، وتُهدد الأمن القومي، وتضعف التنمية.
ولذلك فإن مقاومتها واجبٌ شرعي ووطني وإنساني، يستدعي تكاتف الجميع: الأسرة، والمدرسة، والإعلام، والدولة، والدعاة، والمصلحين؛ للوقاية، والعلاج، والحماية، وإعادة تأهيل المدمنين قبل فوات الأوان.
إن مكافحة المخدرات ليست مسؤولية أجهزة الأمن والصحة وحدها فحسب؛ بل هي واجب ديني ووطني وأخلاقي يقع على كاهل كل فرد: في بيته، ومدرسته، وجامعته، ومؤسسته، ومسجده…إلخ.
فالخطر لا يطرق الأبواب استئذانًا، بل يتسلل إلى البيوت من خلف الشاشات، ومن زيف الصحبة، ومن غفلة التربية، وضعف الرقابة، وإهمال القيم.
وفي هذا اليوم، لا نكتفي بمجرد الشعارات، بل نُجدد العهد على التوعية، والحماية، والدعاء، والوقوف صفًّا واحدًا أمام هذا الخطر الخطير، حمايةً لشبابنا، وحفاظًا على أوطاننا، ووفاءً لرسالة الإسلام الذي حفظ الضرورات الخمس، وفي مقدمتها: حفظ النفس والعقل.
اللهم احفظ أبناءنا وبناتنا من شر المخدرات ومن كل شر، ومن شر كل ذي شر، واجعلهم نورًا لأمتهم، وعمادًا لنهضتها، وسدًّا منيعًا في وجه المفسدين.
اللهم اجعل هذا اليوم العالمي دعوةً صادقة للتوبة، والوعي، والتكافل، والعزم الجماعي على بناء مجتمع طاهر نقي من الآفات والعادات المدمرة، إنك سميع مجيب.
***
نسأل الله أن يحفظ أوطاننا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللَّهُمَّ احفظها من كل سوء، وبارك لنا فيها، واجعلها دار أمنٍ وإيمان، وسلامٍ وإسلام. اللَّهُمَّ من أرادها بسوء فاجعل تدبيره تدميره، وردّ كيده إلى نحره. اللَّهُمَّ أصلح ولاة أمورنا، وهيّئ لهم البطانة الصالحة الناصحة، ووفقهم لما فيه خير العباد والبلاد. اللَّهُمَّ احفظ شبابنا من الفتن، وألّف بين قلوبنا، ووفّقنا للعمل الصالح الذي يرضيك عنا. اللهم احفظ مصر شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، طولها وعرضها وعمقها، بحارها وسماءها ونيلها، ووفق يا ربنا قيادتها وجيشها وأمنها وأزهرها الشريف، وعلماءها، واحفظ شعبها، وبلاد المحبين يا رب العالمين، اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا اللهم طهّر قلوبنا من الكبر، وزيّنها بالتواضع،اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارِك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
خادم الدعوة والدعاة د/ أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
والحاصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية في خدمة الفقه والدعوة (وقف الفنجري 2022م)
المدير التنفيذي السابق لرابطة الجامعات الإسلامية- عضو نقابة اتحاد كُتَّاب مصر
واتس آب: 01122225115 بريد إلكتروني: drsoliman55555@gmail.com
يُرجي من السادة الأئمة والدعاة متابعة الصفحة الرسمية، وعنوانها:
(الدكتور أحمد علي سليمان)؛ لمتابعة كل جديد
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا (ﷺ) عبد الله ورسوله، وصفيه وخليله، الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، خير الخلق عندك، وأكرمهم لديك، وأحبهم إليك، سيدنا محمد (ﷺ) الذي جاءنا بالبينات والذكر الحكيم.
يقول تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (الأحزاب: 56).
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الفَاتِحِ لِمَا أُغْلِقَ، وَالخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ، نَاصِرِ الحَقِّ بِالحَقِّ، وَالهَادِي إِلَى صِرَاطِكَ المُسْتَقِيمِ، وَعَلَى آلِهِ حَقَّ قَدرِهِ وَمِقْدَارِهِ العَظِيمِ.
أيها المسلمون: أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله، فإنها وصية الله للأولين والآخرين، قال تعالى: (…وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ…) (النساء: 131)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102)، وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) (الأحزاب: 70-71).
وقال الكريم جل وعلا: (…وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (البقرة: 223). أما بعد…
أيها المسلم الكريم:
لا تخف من أي شيء روعـــــك كن مع اللهِ يكن ربى معــــــــــــــــــك
وإذا نابك كـــــــــــــربٌ فاصطبــــر وادع مولاك وجفف أدمُعــــــــــك
ما لنــــــــــــــــــــــــــــــــــا إلا إلهٌ واحــــــدٌ فاسأل الكون وقل مَن أبدعـــك
واسأل الحمل جنينا في الحشى مَن رعاك الآن مَن ذا أشبعـــــــك
واسأل البدر مضيئا في الدجى باعثـــــــــــــــــا أنـــــواره ما أروعــــــــــــك
واسأل الشطآن عن أمواجهـــا واسأل البحــر أتدري منبعــــــــــك
واسأل الصبح تجلى مسفـــــــــرًا بعد ليل حالك مــــــــــــــــن أطلعك
سل رسول الله قل يا مصطفى يا شفيع الخلق من قد شفعـــــك
إنـــــــــــــــــــــــــــــــــــه ربي إلـــــــــــــه واحد كن مع الله يكن ربى معـــــــك( )
بداية جديدة وأمل جديد
نستهل اليوم عامًا هجريًّا جديدًا، وقد أشرقت شمسه على القلوب المؤمنة بنفحات الإيمان، والأمل والتفاؤل، وبشائر البداية المتجددة… فكل عام هجري يطل علينا، يحمل رسالة ربانية لكل مؤمن: لا تيأس، ولا تقنط،… وافتح صفحة جديدة مع الله، ومع نفسك، ومع الناس…
والله يبشرنا ويطمئننا على الدوام، قال تعالى: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) (النمل: 6)، ويقول جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران: 200)، ويقول: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر: 53).
نفتتح العام الجديد، بعد سلسلة كبيرة من التحديات التي واجهت أمتنا، بقلوب متطلعة إلى نصر الله، وإلى رحمة الله، آخذة بالأسباب، متشبثة بحبال الأمل، مستبشرة بعهد جديد مع الله.
.إنها لحظة مراجعة وبداية، نتخلص فيها من أثقالنا وأدراننا، ونغسل بها أحزاننا، ونتجاوز عثراتنا، ونستجمع قوانا، ونبدأ من جديد بعزيمة راسخة، وأمل كبير لا ينطفئ، مستلهمين من هجرة سيدنا محمد (ﷺ) كيف نُحوِّل الأزمات والمحن إلى منح، والعتمات إلى نورٍ يهدي ويضيء.
فالرسول الكريم (ﷺ) خرج من ضيق مكة، وتآمر قريش، وظلمة الليل، إلى سَعة المدينة، ونور التمكين، وبناء الدولة، وإقامة حضارة الخير والسلام.
خرج وهو يثق تماما في وعد الله: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور: 55).
ويوقن بسننه في خَلقه: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) (اشرح: 5-6).
.. لقد كانت الهجرة:
• عنوانًا دائمًا للتجدد والتغيير.
• وانطلاقةً حضارية نحو مستقبلٍ أفضل يُبنى بالإيمان، والصبر، والعمل، والتخطيط، والتوكل على الله
..فعن عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما) قال:كنتُ خلْفَ النَّبيِّ (ﷺ) يومًا فقال: (يا غلامُ إني أُعلِّمُك كلماتٍ: احفَظِ اللهَ يَحفظْكَ احفَظِ اللهَ تَجدْهُ تُجاهَك ، إذا سألْتَ فاسأَلِ اللهَ، وإذا استعنْتَ فاستعِنْ باللهِ، واعلَمْ: أنَّ الأُمَّةَ لو اجتمَعَتْ على أنْ يَنْفَعوكَ بشَيءٍ، لم يَنْفَعوكَ إلَّا بشَيءٍ قد كتبَهُ اللهُ لك، وإنِ اجْتمعوا على أنْ يَضُروكَ بشَيءٍ، لم يَضُروكَ إلَّا بشَيءٍ قد كتبَهُ اللهُ عليك، رُفِعَتِ الأقلامُ، وجَفَّتِ الصُّحُفُ). وفي روايَةٍ: (احفَظِ اللهَ تَجدْهُ أمامَكَ، تَعرَّفْ إلى اللهِ في الرَّخاءِ يَعرِفْكَ في الشِّدَّةِ، واعلَمْ أنَّ ما أخْطأَكَ لم يكنْ ليُصيبَكَ، وما أصابكَ لم يكنْ لِيُخْطِئَكَ ، واعلَمْ أنَّ النصرَ مع الصبرِ، وأنَّ الفَرَجَ مع الكرْبِ، وأنَّ مع العُسرِ يُسرًا) ( ).
فيا أحباب رسول الله (ﷺ):
• هيا بنا نغتنم نفحات هذه البداية
• ونلحق بركب المتوكلين على الله العاملين بمنهجه، الآخذين بالأسباب، فنهاجر من:
o التقصير إلى التوبة
o ومن الغفلة إلى الذكر
o ومن العجز إلى الجد
o ومن الظلمة إلى النور…
متسلحين بقول الحق جل وعلا:(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت: 69).
وما أجمل أن نبدأ عامًا جديدًا بقلبٍ جديد، ونيةٍ خالصة، وعزمٍ صادق، على طريق سيدنا محمد (ﷺ)، الذي هاجر من أجل:
الاستجابة لأمر الله
ونشر دعوة الحق في كل مكان.
وبناء الإنسان.
وصناعة الحضارة.
وتحقيق التعايش…
فكانت الهجرة بداية حياة، وميلاد أمة، وعنوانًا خالدًا للأمل المتجدد في وجه الظلام…
الهجرة ليست مجرد انتقالٍ من دارٍ إلى دار، بل هي فجر جديد:
الهجرة النبوية ليست مجرد انتقالٍ من دارٍ إلى دار، أو رحلةٍ من مكانٍ إلى آخر، بل هي تحوُّلٌ محوري جذريّ، وفجرٌ جديد، أشرق بالأنوار على البشرية، ومحطةٌ عظيمةٌ تجلَّت فيها معاني التضحية والفداء، والصبر والولاء، والإخلاص لله رب العالمين.
إنها مدرسة تربوية دائمة العطاء والإمداد، نستعيد من خلالها أعظم صور الرجولة، والشهامة، والتضحيات، ونستمد منها العبر، والدروس في الإيمان، والتوكل، والتخطيط، والعمل، والتغيير، وبناء الإنسان والمجتمع، ونستعد للبذل والعطاء…
لقد كانت الهجرةُ امتحانًا عظيمًا للإخلاصِ والتضحية والتخطيط، ومشهدًا خالدًا لمعاني الوفاءِ والصبر، ومَعلَمًا فارقًا في تاريخ الرسالات، حيث تلاقت فيها الإرادة بالإدارة، ومضى فيها النبي (ﷺ) يُرسِّخ مبادئ النور وسط عتمات الجاهلية، ويغرسُ بذورَ الخير في أرضٍ تهيأت لتكون مهدًا لحضارةِ الإسلام الخالدة، ومنارة للنور الذي سيعم الآفاق…
الهجرة النبوية: وفن صناعة المستقبل
الشباب والمرأة.. أدوار محورية في الهجرة:
التخطيط الاستراتيجى للهجرة.. سبق حضاري في مجال الدراسات العسكرية المتطورة:
علمتنا الهجرة التفكير خارج الصندوق وأن الأزمات تدار بالقدرات والكفاءات لا بالمعجزات
التخطيط الاستراتيجى للهجرة النبوية سبق حضاري في مجال الدراسات العسكرية المتطورة
المردود القيمي الذي تركته الهجرة:
الهجرة.. وحضارة التعايش:
لماذا نجحت الهجرة؟
أيها الأخوة المؤمنون: أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن سيدنا محمدًا (ﷺ) رسولُ الله.. عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله.. يقول الحق (تبارك وتَعَالَى): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102).
بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا يَسُوقُ الْخَيْرَ إِلَّا اللَّهُ. بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا يَصْرِفُ السُّوءَ إِلَّا اللَّهُ. بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، مَا كَانَ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ. بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ. أما بعد
ما الذي نتعلمه من الهجرة؟
تحويل دروس الهجرة إلى سلوكيات حياتية:
في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات
المخدرات.. خطر داهم يهدد الإنسان والدين والوطن
تم اعتماد اليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي يُوافق 26 من يونيو من كل عام، من قِبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، بموجب القرار رقم (42/112) الصادر بتاريخ 7 ديسمبر 1987م، وذلك من أجل:
o تعزيز التعاون الدولي في التصدي لآفة المخدرات بشتى صورها وأنواعها.
o والتوعية بمخاطرها الجسيمة على الفرد والمجتمع والعالم.
o والدعوة إلى تكاتف الجهود بين الحكومات والمجتمعات والمنظمات والأسر لاتخاذ إجراءات فعالة في مجالات الوقاية، والمواجهة، والعلاج، والدعم.
وفي هذا اليوم يقف العالم أمام واحدة من أعظم الكوارث الأخلاقية والاجتماعية والصحية والاقتصادية، وهي كارثة المخدرات، التي:
تهدم العقول،
وتدمر الأسر،
وتقتل الطاقات،
وتزرع الشر والخراب في جسد الأمم والشعوب.
الإسلام يعلن الحرب على كل ما يُذهب العقل:
إن الإسلام العظيم، بقيمه الخالدة وتعاليمه الربانية، كان أول مَن أعلن الحرب على:
o كل ما يُذهب العقل
o ويهدم الفطرة
o ويؤذي النفس والغير.
لقد حرَّم الإسلامُ كل ما يُذهب العقل ويُعطله، ويُفسد الإنسان في جسده وروحه وسلوكه؛ لأن العقل هو مناط التكليف، وأعظم نِعم الله (تعالى) على الإنسان بعد نِعمة الإسلام؛ فبه يَفهم، ويعبد، ويُميز، ويقضي، ويصلح…إلخ؛ لذلك قرر العلماءُ أن المخدرات بمختلف أنواعها داخلة في حكم الخمر في التحريم؛ لأنها تُغَيّب العقل، وتُفسد الإدراك، وتؤدي إلى التصرفات المنحرفة والأفعال المحرمة، بل ربما أوصلت الإنسان إلى الكفر أو القتل أو الزنا أو إزهاق نفسه بيده… والعياذ بالله.
يقول الحق تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (المائدة: 90)، ويقول النبي (ﷺ): (كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وكُلُّ خَمْرٍ حَرامٌ) ( )، وقال (ﷺ): (ما أسكرَ كثيرُه فقليلُه حرامٌ) ( ).
فدلّت هذه النصوص الصريحة على أن عِلّة التحريم هي: الإسكار وتغييب العقل، لا مجرد الاسم أو الشكل، وأن أي مادة تُذهِب العقل وتفسد الشعور فهي داخلة في دائرة الخمر حكمًا، وإن اختلفت صورةً واسـمًا. والمخدرات اليوم، بما تحمله من سموم قاتلة، وآثار مدمرة على العقل والصحة والدين، هي من أعظم صور المسكرات المعاصرة، فتكون محرّمة شرعًا تحريمًا قطعيًّا لا جدال فيه.
الإسلام يواجه المخدرات بتحريم شامل وتدابير وقائية صارمة:
والإسلام لم يكتفِ بتحريم المخدرات تحريمًا مجردًا، بل سدَّ كل الذرائع المؤدية إليها، وكل الطرق المفضية للوقوع في شباكها، فحرَّم الترويج لها، وبيعها، وشرائها، وزراعتها، وتسهيل تعاطيها، وتعاطيها، وكل مشاركة أو تساهل فيها بأي صورة من الصور، وجعل ذلك من أعظم الجرائم التي تهدد كيان الأمة، وتستوجب أشد العقوبات في الدنيا والآخرة.
وعن أنس بن مالك (رضي الله عنه) قال: “لعَن رسولُ اللهِ (ﷺ) في الخَمْرِة عشَرةً: عاصِرَها، ومُعتصِرَها، وشارِبَها، وحامِلَها، والمحمولةَ إليه، وســـاقِيَها، وبائِعَها، وآكِلَ ثَمَنِها، والمُشتَـرِيَ لها، والمُشتراةَ له” ( ).
بل حثّ الإسلام على الابتعاد عن كل بيئة فاسدة تُعين على الإدمان والانحراف، وأمر بصحبة الصالحين، والالتحاق بالمساجد، والمجالس الراقية، والتعلق بالقرآن، والوقاية من كل ما يُوقع الإنسان في المهالك، يقول تعالى: الله تعالى: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) (البقرة: 195). والقاعدة الفقهية تقرر” [لا ضرر ولا ضرار].
فالمخدرات: تهلك الأبدان، وتُفسد الأديان، وتُهدر الأموال، وتُفتت الأسر، وتقود إلى الجريمة، وتزرع الخراب في جسد المجتمع، فتنتج العاطلين، والمجرمين، والمرضى النفسيين، وتُهدد الأمن القومي، وتضعف التنمية.
ولذلك فإن مقاومتها واجبٌ شرعي ووطني وإنساني، يستدعي تكاتف الجميع: الأسرة، والمدرسة، والإعلام، والدولة، والدعاة، والمصلحين؛ للوقاية، والعلاج، والحماية، وإعادة تأهيل المدمنين قبل فوات الأوان.
إن مكافحة المخدرات ليست مسؤولية أجهزة الأمن والصحة وحدها فحسب؛ بل هي واجب ديني ووطني وأخلاقي يقع على كاهل كل فرد: في بيته، ومدرسته، وجامعته، ومؤسسته، ومسجده…إلخ.
فالخطر لا يطرق الأبواب استئذانًا، بل يتسلل إلى البيوت من خلف الشاشات، ومن زيف الصحبة، ومن غفلة التربية، وضعف الرقابة، وإهمال القيم.
وفي هذا اليوم، لا نكتفي بمجرد الشعارات، بل نُجدد العهد على التوعية، والحماية، والدعاء، والوقوف صفًّا واحدًا أمام هذا الخطر الخطير، حمايةً لشبابنا، وحفاظًا على أوطاننا، ووفاءً لرسالة الإسلام الذي حفظ الضرورات الخمس، وفي مقدمتها: حفظ النفس والعقل.
اللهم احفظ أبناءنا وبناتنا من شر المخدرات ومن كل شر، ومن شر كل ذي شر، واجعلهم نورًا لأمتهم، وعمادًا لنهضتها، وسدًّا منيعًا في وجه المفسدين.
اللهم اجعل هذا اليوم العالمي دعوةً صادقة للتوبة، والوعي، والتكافل، والعزم الجماعي على بناء مجتمع طاهر نقي من الآفات والعادات المدمرة، إنك سميع مجيب.
***
نسأل الله أن يحفظ أوطاننا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللَّهُمَّ احفظها من كل سوء، وبارك لنا فيها، واجعلها دار أمنٍ وإيمان، وسلامٍ وإسلام. اللَّهُمَّ من أرادها بسوء فاجعل تدبيره تدميره، وردّ كيده إلى نحره. اللَّهُمَّ أصلح ولاة أمورنا، وهيّئ لهم البطانة الصالحة الناصحة، ووفقهم لما فيه خير العباد والبلاد. اللَّهُمَّ احفظ شبابنا من الفتن، وألّف بين قلوبنا، ووفّقنا للعمل الصالح الذي يرضيك عنا. اللهم احفظ مصر شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، طولها وعرضها وعمقها، بحارها وسماءها ونيلها، ووفق يا ربنا قيادتها وجيشها وأمنها وأزهرها الشريف، وعلماءها، واحفظ شعبها، وبلاد المحبين يا رب العالمين، اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا اللهم طهّر قلوبنا من الكبر، وزيّنها بالتواضع،اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارِك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
خادم الدعوة والدعاة د/ أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
والحاصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية في خدمة الفقه والدعوة (وقف الفنجري 2022م)
المدير التنفيذي السابق لرابطة الجامعات الإسلامية- عضو نقابة اتحاد كُتَّاب مصر
واتس آب: 01122225115 بريد إلكتروني: drsoliman55555@gmail.com
يُرجي من السادة الأئمة والدعاة متابعة الصفحة الرسمية، وعنوانها:
(الدكتور أحمد علي سليمان)؛ لمتابعة كل جديد
لقراءة الخطبة أو تحميلها كاملا يرجي تحميل الخطبة من ملف pdf بالأعلي
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
إتبعنا